علم القصة القولية الروائية
--------------------------------------------------------------------------------
علم القصة القولية الروائية
القصة هى شغلى الشاغل ، والقصة القولية الروائية التى تنتج الأديب الروائى اربعة أنواع :
القصة القصيرة ، القصة الروائية ، القصة الملحمية ، القصة القومية 0وسنبدأ بأسس القصة ، على نوالى فيما بعد باقى علم القصة من قواعد ومكونات وأصول ومعاييروشروط واهداف 0
أســــس القصـــة
تتكون من سبع وحدات لا غنى عنها لأى قصة :
البداية – الابتلاء – الزلة – العقدة – الانفراجة – التعرف - النهاية
1- البداية
والبداية تتكون من : بداية - ذروة - نهاية 0
منذ بدء أحداث القصة ولا شىء يسبقها ، وفيها نعرف ما الموضوع ؟ ما القضية ؟ ومن شخصيات القصة ؟ ومن الشخصية الرئيسية أى البطل ؟ سواء كان إنسانا أو غير ذلك ، المهم أن تكون الشخصية ذاتا واعية لكيانها مستقلة فى إرادتها تتمتع بالاختيار والتفضيل بين الأشياء ؛ لتتحمل نتيجة اختيارها 0 ويفضل أن تكون الشخصية إنسانا ؛ لأن الإنسان دون باقي المخلوقات يتمتع بعقل المخ والفهم ، وبالتالي يمتلك الاختيار والتفضيل ويتحمل تبعاتهما ونستطيع الحكم عليه ومحاسبته0وما حاجة البطل وغايته ؟ ماذا يريد أن يحققه ويناله ويفوز به ؟ وما صفات الشخصيات ؟ وفيها نعرف جميع الشخوص وحاجاتهم ، ويتكشف ويوضح و يخلق الصراع من الحاجات ، ونعرف من جهتا الصراع ؟ وأي الطرق يسلك ؟ وإلى أى قبلة يتجه ؟ والصراع يخلق من خلال تضاد حاجات ألشخصيات ، فكل شخصية تريد أن تفوز وتستحوذ على نفس الشيء ، الحب مع يوسف وإخوته لوالدهم فالجميع يريد أن ينال هذا الحب فتولد الصراع0 وهابيل وقابيل وتنافسهما فى حب أختهما التى يريدان الزواج بها فينشأ صراع 0 أو يكون أحدهما مانعا وحجر عثرة لحاجة الطرف الآخر ومن خلال حاجة البطل نخلق الصراع ، وبرغم وجود الصراع إلا أن البطل يواصل طريقه وخط سيره نحو حاجته وهدفه وهو يحاول التغلب على العثرات التي يخلقها له الطرف الآخر0
2- الابتلاء
وهو عادة حادثة أو حادث يقع للبطل و يؤثر فيه تأثيرا كبيرا ، ولا بد للبطل أن ينجح فيه لا جدال ، وإلا لماذا نسميه ونتوجه بطلا؟ الحدث أو الحادث يجبره على تغيير مسار خط سيره السليم الصحيح الذي يسير فيه باتجاه حاجته التى يريد الحصول عليها وهدفه الذي يريد تحقيقه 0 فإن الابتلاء يقع ليبعده كل البعد عن طريقه ، ويعتبر أزمة كبرى لا يستهان بها ، يجاهد من أجلها البطل جل المجاهدة ، ويبذل فيه أقصى المجهود من أجل التغلب عليه والنجاح فيه0
ويتكون من : بداية – ذروة – نهاية
يجب أن يقع حدث غير متوقع ولكنه حتمي فيغير من سير خط الأحداث وينسجها ويوجهها إلى اتجاه آخر ، عكس حاجة البطل وهدفه ، وبالتالي تأزم الموقف ويصعب على البطل حاجته بأن جعله يغير خط سيره إلى اتجاه آخر مجبر عليه هو لا يريده ولم يكن يقصده ، والطريق الآخر يبعده كل البعد عن حاجته وهدفه
3- الزلة
الزلة غير المقصودة الزلة غير المقصودة ولا المتعمدة – الغلطة أو الخطأ - هى الباعثة للشفقة والرأفة فينا والمشاركة الوجدانية لمن يعانى وهو لا يستحق هذا العناء0 وهى التى تحدد نوع القصة ، فإن كانت مقصودة تصبح القصة مأساة وبطلها ليس نبيلا وتنتهي بحزن له وفرح لنا ، وإن كانت غير مقصودة تصبح القصة مأسملهاة وبطلها نبيلا وبفرح له ولنا0
الزلة هى الذنب بغير قصد ، وهى الصنيع غير الحسن ولكن بلا سوء نية ، وتعتبر نوعا من التأزم القوى الذي يساعد على خلق العقدة ودرجة من درجاتها 0 وتأتى من الشخصية نفسها 0
مسميات الزلة وشروطها :
1- الجرم أو الذنب ، وهو أصغر من الجريمة ، وما دون الرذيلة ، شرط غير المقصودة ، ولذلك لها عفو من الله برفعها عنه منه تعالى من خلال الانفراجة ، التى تعتبر عكس الزلة0 هذا قدر وذاك قدر أيضا0
2- السقطة أى التعثر ، وفى الحديث : لا حليم إلا ذو عثرةِ0 شرط عدم تمام المعرفة وسوء التقدير0
3- الهفوة أو الغلطة ، شرط غير المتعمدة ولا المسترسل فيها0
4- الخطأ ، شرط عدم سوء النية0
مسببات الزلة :
1- الاستعجال أو العجلة ُ لصنيع حسن للناس فلا يكمل على الحسن بل إلى عكس ما انتوى تماما ؛ لصنيعه غير المكتمل0
2- الجهل بالشيء و عدم تمام المعرفة ، وقلة الخبرة0
3- الاضطراب والقلق وشدة الوطأة0
4- النقصان الذي يعترى البشر جميعا ؛ لأنهم لم ولن يصلوا إلى الكمال التام ويعتبر قدرا من الله واقعا لا محالة 0
5- العجز أى من عدم الوصول إلى الشيء وابتغائه كاملا0
6- ضيق النفس بسبب مواجهة المشكلات والعقبات الناتجة عن شدة الابتلاء0
7- التعنت أو العناد فى غير محله مما يحمل على الاستكبار0
8- التعب والإجهاد المسببان للغيام على العينين فتفعل غير ما تقصد وتنتوى0
9- الفلتة وتأتى من غير الروية فى الشيء والسرعة فيه0
وتتكون من : بداية – ذروة – نهاية
فيها يتم صنع زلة أو خطأ للبطل تكون سببا فى شقائه 0 ويسبب هذا التأزم الباعث على الشفقة ، والمسببة للتعقيدات والصعاب والموانع التي يواجهها ويريد أن يخرج منها ويجد لها حلا ليكمل طريقه نحو حاجته وهدفه ، فيختلط عليه الأمر ، ولا يمعن التفكير الصائب الصحيح ، وترتبك رؤيته للأشياء ، ولا يحسب حساباته جيدا ، فيتسرع فى الإقدام على خطوة بحسن نية وبثقة أنها خطوة سليمة مجدية فيزل الزلة التى تجلب له مشاكل جمة ، وأزمة كبرى ، وتعقيدا أصعب ، فيناله عقاب كبير يؤلمه ويوجعه ويتضرر منه و يهدد حياته ، وهنا مبعث الشفقة عليه ؛ لأنه صار يواجه مصيرا غير معروف ، وتهدد حياته الفواجع والأخطار والمحن ، وأنه لا يستحق كل ذلك0
الزلة المتعمدة : وتختص بها القصة المأساة السوداء الزلة هى ما يرتكبه الشخص الفاضل بدون قصد أو سوء نية وعدم ترديه فى الرذيلة ، ولكن يرتكب الزلة بسوء تفاهم أو عدم إدراك الموقف جيدا أو التباس الأمر عليه ، أو سوء تقدير منه 0 ويعانى بسببها ويلقى العذاب والألم والضرر الذي هو فى حقيقة الأمر لا يستحقه0 وهو المسبب لتغير حاله من السعادة إلى الشقاء 0
وفيه تبدأ المواجهة والحزم ومحاولة التغلب على الصعاب ، ومن أولها محاولة حل الحدث غير المتوقع الذي حدث فى نهاية الوحدة الأولى حتى يعتدل الخط وتسير الأحداث نحو خطها المرسوم والمضبوط نحو حاجة البطل ، وما إن تحلها حتى تخلق أخرى وموانع أخرى فى طريق البطل لتزيد من معاناته وصعوبة تحقيق هدفه من أجل خلق جو من التوتر والشفقة والقلق على البطل ، ولسخونة وازدياد الصراع وإحمائه إلى أعلى درجة ممكنة ليخلق بداخلنا شفقة عليه ، مع المحافظة على جعل النتائج المترتبة على هذه الأحداث وتلك الموانع حتمية الوقوع أو محتملة ، وأن تجعل الشخصيات لديها قدر معقول من الاختيار حتى تتحمل نتيجة اختيارها ، لأن نتيجة الاختيار هى التى ستجعلنا نتعاطف مع البطل أو نلقى باللوم عليه ونتشفى فيه ، إنما لو لم يكن أمامه اختيار فكيف نحاسبه وكيف نلومه حتى وإن