عمى الألوان colour blindness :
نحن البشر نولد جميعًا ولدينا عمى للألوان وذلك لأنّ الخلايا المخروطية لا تبدأ في العمل حتّى يبلغ الطّفل من العمر أربعة أشهر تقريبًا. أنواع عمى الألوان: عمى عام للألوان، عمى جزئى للألوان، عمى اللون الأحمر، عمى اللون الأخضر، عمى اللون الأزرق. بوسع تشخيص عمى الألوان في وقت مبكر أن يقي من مشاكل التّعلّيم في أثناء الأعوام الدّراسيّة المبكره.
يلعب اللون دورا حيويا في حياة الإنسان. وبوسع الألوان إما أن تهدئ أو أن تثير العين. و نحن نرى الأشياء بسبب وجود الضوء. فالضوء الأبيض هو خليط من عدة ألوان، فإذا سقط على سطح المرآة، فإنها تعمل على عكسه مباشرة. إلا أن بعض المواد لا تعكس الضوء بشكل جيد وإنما تشتت بعضا من أجزاء الضوء الساقط عليها، وبالتالي تحتفظ بلونها الأساسي الناتج عن ذلك الإنعكاس. فعندما يمر الضوء من خلال منشور زجاجي، فإنه ينكسر ويتحول إلى شكل طيف مكونا من عدة ألوان باعتبارها المكون الأساسي له، وهو ما يعرف بقوس قزح. فلكل لون طول موجي مختلف عن الآخر. وتعمل كل من العين والعقل على ترجمة الضوء إلى لون. وتنقل مستقبلات الضوء الموجودة في العين رسائل إلى المخ منتجة بذلك إحساسا مألوفا باللون.
الخطوة الأولى لإدراك اللون تتم في الشبكية، فالشبكية تتكون من ملايين من الخلايا الحساسة للإضاءة تسمى بالمستقبلات الضوئية. وهناك نوعان من تلك المستقبلات، فبعضها يشبه القضبان والآخر كالمخروطيات. وهي تعمل على معالجة الضوء وتحويله إلى نبضات عصبية وتمررها إلى طبقات المخ عبر العصب البصري. أما قضبان المستقبلات فهي التي تنقل معظم المعلومات ذات اللون الأبيض والأسود إلى المخ، كما أنها تساعد العين على التكيف عند دخول الشخص إلى غرفة مظلمة. بينما تنقل مخروطيات المستقبلات شدة الضوء في أعلى مستوياته وهو ما يخلق الإدراك باللون. هناك ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية كل منها تحس بطول، قصر أو إعتدال الطول الموجي للضوء (الأحمر، الأزرق، والأخضر). تعمل هذه الخلايا جنبا إلى جنب مع خلايا الإتصال العصبي، مقدمة للمخ معلومات كافية لتفسير وتسمية الضوء. فالإنسان يمكنه إدراك 7000000 لون.
عمى الألوان فى الحيوانات ..
إن معظم الحيوانات لا تدرك سوى القليل من الألوان مقارنة مع البشر، إلا أن بعضها يستطيع إدراك ألوانا اكثر. فالطيور يمكنها إدراك خمسة إلى سبعة ألوان؛ والتماسيح يمكنها إدراك اللون الأسود والأبيض والظلال الرمادية اللون.
عمى الألوان، أو بطريقة صحيحة أكثر نقص في الرّؤية اللّونيّة، يصف ذلك عدد من المشاكل في التّعرّف على الألوان والدّرجات المختلفة له. تتطلّب الرّؤية اللّونيّة العاديّة إستعمال الخلايا المستقبلة المتخصّصة والتي تدعى بالمخاريط، وهي تقع في شبكيّة العين . يوجد ثلاثة أنواع من المخاريط هي الحمراء، الزرقاء والخضراء، بذلك يمكّننا أن نرى سلسلةً واسعةً من الألوان . وجود عيب أو نقص في أيّ من أنواع المخاريط يتسبب في حدوث عمى الألوان الذي يؤثّر على نسبة تسعه في المئة من النّاس. وعمى الألوان لا يكون أبداً حالة من حالات فقدان البصر، ولكنه هو عبارة عن نقص في الطّريقة التي يرى بها الأشخاص الألوان. عند وجود هذه المشكلة، يكون لدى الشّخص صعوبة في تميّز بعض من الألوان مثل الأحمر والأخضر أو الأزرق والأصفر .
أنواع عمى الألوان ..
- عمى عام للألوان وهو نادر الحدوث ويصيب واحد بالمليون شخص فقط.
- عمى جزئي للألوان وينقسم إلى ثلاثة أنواع أيضا ..
o عمى اللون الأحمر وفيه تلتبس على الشخص ظلال اللون الأحمر.
o عمى اللون الأخضر وفيه تلتبس ظلال الأحمر والأخضر والأصفر.
o عمى اللون الأزرق وفيه تلتبس ظلال اللون الأزرق والأخضر.
يدعى نقص اللّون الأخضر المحمر (ديوتيرانوبيا) وهو أشيع أشكال عمى الألوان حدوثا . يسمى عمى اللون الأزرق (بروتانوبيا) وهو عبارة عن العجز عن تّمييز كلا من اللونين الأزرق و الأصفر، حيث تتم رؤيته على أنه لون أبيض أو لون رماديّ . عمى الألوان الكلّيّ (عمى الألوان) هو النّقص الكامل للمخاريط في الشّبكيّة وهذا النوع نادر الحدوث جدا.
نحن البشر نولد جميعًا ولدينا عمى للألوان وذلك لأنّ الخلايا المخروطية لا تبدأ في العمل حتّى يبلغ الطّفل من العمر أربعة أشهر تقريبًا أي عند إكتمالها. يعاني ذكر واحد من بين عشرين من بعض أشكال عمى الألوان، لكنّ فقط أنثى واحدة من بين عدّة مئات تعاني من عمى الألوان . عمى الألوان هو سمة موروثة، أي أنها عيب وراثيّ . ليس كل أنواع عمى الألوان هي بسبب الورا ثة.
بوسع كل من العوامل التالية: كبر السن، تناول أدوية معيّنة، و مرض العصب البصريّ أو الشبكيّ أن تتسبب في إحداث مشاكل في الرّؤية اللّونيّة العاديّة.
عند ولادة الطفل مع حالة من نقص اللألوان فإنه لايوجد علاج له. بالإمكان مساعدة بعض حالات النّقص اللوني التي تبدء لاحقا في حياة الإنسان بالجراحة، بتبدّيل الدّواء أو بمعالجة أمراض العين المتسببة في حدوث نّقص الألوان. من المهم جدا في حالة وجود مشكلة في تميّز الألوان، مراجعة الطبيب المختص ليعمل على تقييم العيون. بوسع تشخيص عمى الألوان في وقت مبكر أن يقي من مشاكل التّعلّيم في أثناء الأعوام الدّراسيّة المبكره. بالنظر إلى الجانب الإيجابي في هذا الموضوع،
فهنالك دلائل على تفوق المصابين بحالات عمى الألوان عاى غيرهم من الأصحاء في بعض مجالات الأعمال.
وعمى الألوان حالة ليس لها علاج بل على المصاب بها أن يتعايش معها.